|

اليمن جهة وليست بلد 

الكاتب : الحدث 2022-03-31 11:14:54

شاع في العصر الحديث مصطلح اليمن أنه (الجمهورية العربية اليمنية الحديثة ) وهذا المسمى الشائع في عصرنا الحاضر مغلوطاً تاريخيًا مجانبًا للحقيقة  .
ففي لغة العرب القديمة اليمن تعني ( اليمين ) وهو يمين الكعبة أو جنوب الكعبة،والشام تعني اليسار وهو شمال الكعبة.
وكان بجوار الكعبة نخلتان قبل بعثة النبي محمد (صل الله عليه وسلم ) يطلق على النخلة الجنوبية (النخلة اليمانية ) وعلى النخلة الشمالية (النخلة الشامية ) وكلمتا يمن وشام إصطلاحاً كلمتين تعني اليمين واليسار ، ويقال للرجل الذي يستخدم يده اليسرى أشول أو أشمل ، ومنها الركن اليماني للكعبة المشرفة والركن الشمالي أو (الشامي ).  وفي القران الكريم : أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة. 
ويلاحظ أن أهل المناطق الجنوبية من المملكة العربية السعودية من الطائف وحتى نجران يطلقون على القرى والقبائل التي تقع جنوبًا منهم اليمن وعلى القرى والقبائل التي تقع شمال منهم الشام . فنجد على سبيل المثال لا الحصر في قبيلة بني عمر في النماص وما جاورها  يطلقون عمر الشام  للقبائل العمرية التي تقع شمالًا وعمر اليمن للقبائل العمرية التي تقع جنوبًا. وهكذا في بقية القبائل فيقال رفيدة اليمن لقبيلة رفيدة الجنوبية من أبناء رفيدة بن عنز ، ورفيدة الشام لقبيلة رفيدة الشمالية من أبناء رفيدة بن عسير بن عنز وهكذا .
أما جمهورية اليمن الحديثة الواقعة جنوب غرب الجزيرة العربية فإسمها الحقيقي هو أرض سبأ أو حضرموت أو مأرب ولا علاقة لها بمسمى اليمن لغويًا المطلق على مايقع جنوب  الكعبة ، وهذا المسمى الحديث لايوجد له دولة إلا في العصر الحاضر حين قامت الجمهورية اليمنية الثائرة على أنقاض المملكة المتوكلية ،وتسمت بهذا الإسم الإقليمي الذي يعتبر سرقة حضارية وتاريخية  لإسم قديم يشمل في الأصل جميع الأراضي مابعد الركن اليماني للكعبة المشرفة، وقد يسأل البعض إذاً كيف أن أصل العرب من اليمن ؟ ونقول صحيح فاليمن المقصود هنا أن أصل العرب من الأزد اليمانية وعنز من مذحج وغيرهم وهم القبائل العربية الواقعة جنوب السعودية وغربها وقبائل حجر وبارق وألمع وغيرهم الكثير وموطنهم السعودية حيث أن الغالبية العظمى منهم حجازيون منذ فجر التاريخ عكس قبائل اليمن الحديث، ولذلك عندما يقال أن اليمن أصل العرب يعني الأراضي التي تسكنها هذه القبائل  جنوب المملكة ومن الركن اليماني بالكعبة المشرفة ، وليس (اليمن الأسم الحديث للجمهورية اليمنية الآن ) التي أخذت هذا الاسم تحريفًا للتاريخ .وكان الأولى أن تسمى بالمسميات القديمة كسبأ أو جمهورية جنوب الجزيرة العربية أو غيرها من المسميات القديمة. 
علمًا أنها الدولة الجمهورية الوحيدة في الجزيرة العربية ، وهذا شذوذ عن تكوين الدول لجزيرة العرب فجميع دول الجزيرة العربية ممالك وسلطنات وإمارات منذ نهاية الخلافة الراشدة وحتى عصرنا الحاضر .
وبذلك فإن من يقول  بأن أراضي جنوب المملكة هي لليمن الجمهوري الحديث  هذا تحريف للتاريخ، فكيف لأراضي لم يحكمها جمهوري لا يتعدى حكمه عشرات السنين  أن يدعي تلك الرواية ، بينما الأصل أن أهالي تلك الديار كنجران وجازان وعسير هم من حكموا أنفسهم ، وكان تحت حكمهم أجزاء من ما يسمى الآن بالجمهورية اليمنية. 
وبعد قيام الدولة السعودية العظمى (السعودية الثالثة ) قام (أهل هذه الديار وهم مستقلين بأرضهم منذ مئات السنين ) بمبايعة الدولة السعودية الثالثة ، كما أن كثيرًا منهم قد تحالف مع الدولة السعودية الأولى والثانية، وأصبحت المملكة دولة موحدة تحت قيادة مرتضاة ومبايعة من جميع فئات وقبائل المملكة وتم إختيار إسم المملكة العربية السعودية بمخاطبة جميع قبائل المملكة وأمراء هذه القبائل للملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود (طيب الله ذكره )بإختيارهم وموافقتهم على هذا الإسم ،
وبدأت بدعة مقولة أن أجزاء من أراضي جنوب المملكة للجمهورية اليمنية الحديثة  في فترة حكم اليمن علي عبدالله صالح  ، بعد خلافها إفتعله مع المملكة العربية السعودية حيث نشر خرائط يزعم ذلك، لغرض الإبتزاز  والمساومة للمحافطة على حكمه الجمهوري لأطول فترة ومن ثم توريثه لإبناءه من بعده ،ولكن سياسته تلك أدت إلى نهايته المأساوية التي حكم على نفسه بها ، وشاهدها الجميع .
علمًا أن كثيرًا من القبائل السعودية لها إمتداد في دول الجوار ، ومنها اليمن ومركز هذه القبائل في المملكة العربية السعودية .


محمد بن سعيد أبوهتله